مغنيات بلا لون ولا طعم ولا... رائحة!


في الوقت الذي استطاع فيه الكثير من الفنانات رسم خطّ خاص بهنّ وتحديد هويتهن الفنية، عجزت أخريات عن التقدّم خطوة واحدة إلى الأمام، بل بقين أسيرات أغنية واحدة حققن بها انتشاراً، ثم سرعان ما راوحن مكانهن على رغم إصرارهن على التواجد وإصدار أعمال فنية وفيديو كليب من دون أن يستطعن تثبيت أقدامهن على الساحة الفنية والتزام لون غنائي محدّد، فضعن بين أنماط غنائية عدة.



يأتي على رأس أولئك المغنيات دينا حايك التي لم تستطع منذ بداية ظهورها في منتصف التسعينيات تجاوز نجاح أغنيتها الأولى "سحر الغرام" التي حقّقت وقتها نجاحاً كبيراً. يومها، شُبِّه صوتها بصوت ديانا حداد، فظلت دينا حتى اليوم أسيرة التجارب الغنائية من دون التزام خطّ يناسب صوتها ويضعها على الدرب الصحيح. وزاد من تشتت الفنانة اللبنانية خروجها من "روتانا" قبل أربع سنوات، فاعتمدت على إصدار سينغل وفيديو كليب بين فترة وأخرى، لكن من دون أن تحقق أي تواجد ملحوظ. وما زاد من ضياعها، عدم التزامها بلون غنائي يناسبها. ففي محاولة منها للفت النظر، قدمت أغنية باللهجة الخليجية بعنوان "جرب الغيرة" لم يكتب لها النجاح. ومنذ عام، حاولت منافسة نجوى كرم صاحبة اللون الجبلي الناجح، فقامت بإصدار أغنية "القمر بذاته" التي لم تحقق لها أي اضافة فنية في ظلّ سيطرة "شمس الأغنية اللبنانية" على الساحة، واحتكارها لوناً يليق بها ويناسبها، لا يمكن أن تنافسها فيه أي فنانة. وفي الآونة الأخيرة، قرّرت دينا الاتكاء على إرث العمالقة في تحقيق بعض التقدم. هكذا، أعادت تقديم دويتو "طال السهر" مع الفنان طوني حنا الذي سبق أن قدّمه مع الراحلة سلوى القطريب.


 
دارين حدشيتي هي الأخرى لا تختلف كثيراً عن دينا حايك لناحية عدم تقدّمها فنياً، ومرواحة مكانها. منذ أن أصدرت أولى أغنياتها "قدام الكل" التي ساعدتها في الانتشار، وهي تراوح مكانها ولم تتقدّم قيد أنملة. وكانت كثيراً ما تلمح إلى أنّ "روتانا" تحاربها وتعيق مسيرتها الفنية. الا أنّ حدشيتي ما زالت منذ عشر سنوات حتى اليوم تتخبط في اختيار لون غنائي يليق بها، فتدخل في دوامة تجريب كل الألوان. ومؤخراً، طرقت باب اللون الجبلي في أغنية "يا تقبرني" التي تعتبر من النوع "سريع الذوبان". صحيح أنّها لقيت رواجاً سريعاً، إلا أنّها سرعان ما اختفت عن الساحة من دون أن تستفيد دارين من هذا النجاح لأنّها تقدم لوناً غنائياً ليس لونها، ولم تبدأ به.

وليس بعيداً عن دينا ودارين، ها هي نيللي مقدسي تراوح مكانها بعدما بقيت أيضاً محصورة بأغنيتها الشهيرة "شابكي شانوحا" التي عرّفت الجمهور بها بعد فوزها بكأس القديرة سميرة توفيق في برنامج "كأس النجوم". إلا أن مقدسي لم تستطع إثبات نفسها في اللون البدوي بعد "شابكي شانوحا" التي أثارت وقتها جدلاً كبيراً. ورغم انضمامها في ذلك الوقت إلى "روتانا" وإصدارها ألبوماً، الا أنّها بقيت من دون خط غنائي محدد لتتراجع كثيراً خصوصاً بعد خلافها مع الشركة وفسخها عقدها. وعلى رغم أنّها أشاعت في إحدى الفترات بأنّها ستعود الى "روتانا" بدلاً من نجوى كرم التي كانت تشوب علاقتها بالشركة بعض المشكلات يومها، إلا أنّ نيللي ما زالت حتى اليوم تبحث عن أغنية ضاربة تضعها في مصاف نجمات الصف الأول.
 

الأمر نفسه ينطبق على اليمنية أروى التي تعتبر نفسها فنانة خليجية لكنها لم تستطع منافسة نجمات الفن الخليجي على رأسهن أحلام ونوال. إذ لم تدخل كمنافسة حقيقية في اللون الخليجي، ولم توفّق أيضاً في اللهجتين المصرية واللبنانية، فبقي تواجدها على الساحة الفنية نوعاً من "تكملة عدد". وكذلك الأمر بالنسبة إلى الكويتية شمس التي لا تكف عن افتعال المشاكل مع أحلام، إلا أنّها لا تزال ترواح مكانها من دون تحديد هوية وخط فنّيين تسير عليهما.

0 komentar:

Posting Komentar